سورة الروم (030)
الدرس 10
تفسير الآية: (39)
لفضيلة الدكتور
محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة الأكارم مع الدرس العاشر من سورة الروم .
تسعة أعشار المعاصي من كسب الرزق ومن إنفاق الرزق :
وصلنا في الدرس الماضي إلى قوله تعالى :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) ﴾
( سورة الروم )
أيها الأخوة الأكارم هذه الآية تحتاج إلى تفصيلٍ شديد ، لأن تسعة أعشار المعاصي من كسب الرزق ومن إنفاق الرزق ، وكلكم يعلم قول النبي عليه الصلاة والسلام أنه :
(( لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا وَضَعَهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ)) .
[ سنن الدارمي عن معاذ بن جبل]
لكل موضوع سؤال : وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا وَضَعَهُ ، موضوع المال موضوعٌ دقيقٌ جداً .
أولاً هذه الآية لها معاني كثيرة ، سأختار المعنى الأول ، فهو لا يتعلق بالربا ، يتعلق بأن الإنسان أحياناً ، يقدِّم للناس ، شيئاً ، هديةً ، خدمةً ، قرضاً ، وفي نيَّته أن يأتيه منه خيرٌ كثير ، فإذا قدَّم قرضاً لإنسانٍ موسر ، على أملٍ أن هذا الإنسان يكافئه عليه أضعافاً كثيرة ، فحينما تنتفي نية العمل الصالح ، حينما تنتفي نية خدمة الآخرين ، القصد أن يُعْطِي ليستفيد ، هذا معنى قول الله عزَّ وجل :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ (39) ﴾
هذه الآية ، بهذا المعنى البسيط ، تُذَكِّرُنَا بآيةٍ ثانية ، يقول الله عزَّ وجل :
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) ﴾
(سورة المدثر )
معنى تمنن أي إنك تعطي الناس عطاءً من أجل أن تزداد مكانتك ، أو من أجل أن تتلقى خدمات الناس ، بشكلٍ أو بآخر حينما تفعل عملاً صالحاً وفي نيتك أن تزداد سمعتُك أو مكانتك ، أو تزداد خدماتك ، أو تزداد عُزوتك ، فهذا المعنى وهذا التوجُّه مرفوضٌ عند المؤمنين ، ولا تمنن ، ولا تعطي ، وتستهدف بعطائك الاستكثار ، تخدم هذا ، وتساعد هذا ، وتُهدي هذا ، وتقرض هذا ، من أجل أن تشعر أن الناس جميعاً يحبونك ، وأن الناس جميعاً في خدمتك ، وأنك عزيزٌ عليهم ، هذه نوايا أرضية .
وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ : من معاني الآية :
1 ـ إن كانت النية أرضية فهذا المال الذي تنفقه لا يربو عند الله :
إذاً المعنى الأول :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ (39) ﴾
إن كانت النية أرضية ، إن كانت النيَّةُ أن يزداد خيرك ، أن يزداد مالك ، أن تزداد مكانتك ، أن يزداد جاهُك ، إن كانت هذه النية فهذه النية لا تجعل هذا العمل الصالح مقبولاً عند الله ، بل إن هذا المال الذي تنفقه لا يربو عند الله ، أي لا يزداد .
الآية الثانية التي تلتقي مع هذه الآية :
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) ﴾
(سورة المدثر )
أي لا تُعطي عطاءً وفي نيَّتك أن يعود عليكَ أضعافاً كثيرة ، هذا المعنى الأول الذي لا علاقة له بالربا ، بمعنى أن الإنسان حتَّى لو قدَّم خدمات للناس ، حتَّى لو وقف موقفاً مشرِّفاً ، حتَّى لو ردَّ لهفتهم ، حتى لو جبر كسرهم ، حتى لو أعانهم بجهده ، بعضلاته ، بوقته ، بجاهه ، من أجل أن يزداد رفعةً ، وأن يزداد مكانةً ، وأن يزداد عزوةً ، هذه النوايا وهذا العطاء وهذا الإنفاق لا يربو عند الله ولا يقبله الله سبحانه وتعالى ، هذا المعنى الأول لهذه الآية .
2 ـ من أقرض المال من أجل أن يعود عليه بربحٍ جزيل هذا هو الربا :
أما المعنى الثاني : حينما تقرضون المال من أجل أن يعود عليكم بربحٍ جزيل ، هذا هو الربا ، أنت حينما تعاون الناس تطيع الله عزَّ وجل ، وحينما ترابي فيهم تستغلُّ حاجتهم لتنتفع في الدنيا ، الناس رجلان ؛ رجل يعين إخوانه المؤمنين في ساعات شدَّتهم ، وساعات ضيقهم من أجل أن يرضى الله عنه ، لذلك هذا القرض حسن ، لا يبتغي منه شيئاً إلا رضوان الله عزَّ وجل ، فأنت أمام طريقين لا ثالث لهما ، إنسان مقتدر ، إنسان غني ، التقى مع إنسان فقير ، مع إنسان محتاج ، مع إنسان مصاب ، فإما أن يقف منه موقف المؤمن الذي يرجو ربَّه ، وإما أن يقف منه موقف الإنسان الأرضي الشهواني الذي يرجو مصلحته ، فإما أن تقرضه ، وإما أن تستغل حاجته فتقرضه بالربا .
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ (39) ﴾
أنت ماذا تريد ؟ تريد الدنيا العاجلة ؛ أم تريد الآخرة الباقية ؟ إن أردت الدنيا العاجلة تقول كما يقول عامَّة الناس : يا أخي هذا المال لا يُعقل أن أُقرضه بلا فائدة ، إنني أضيع قيمته ، أخسر قيمته ، إنني لا أستغله عندئذٍ ، لا أستفيد منه ، فلا ينبغي للمرء أن يفعل شيئاً من هذا .
الشيء الآخر : إذا كنت مؤمناً تقرض القرض الحسن وتبتغي به الله عزَّ وجل ، أريد أن أقف قليلاً عند مضار الربا ، لماذا حرَّمه الشرع ؟ أولاً الموضوع يحتاج إلى تأنِّي ، كان هناك جهات تُعطي أرباحاً جزيلةً على إقراض الأموال ، إنسان يملك مليون ليرة ، فأي جهةٍ تعطيه بالمئة ثمانية عشر أو بالمئة عشرين ، فهذا المليون يحقِّق له دخلاً في السنة مئتي ألف ليرة ، فالإنسان الذي يستثمر ماله عن طريق الإقراض الربوي ، لماذا يعمل ؟ لماذا الجهد ؟ لماذا تحمُّل المسؤوليَّة ؟ لماذا تحمُّل مجيء البضاعة ، وبيع البضاعة ، وإقراض ثمن البضاعة ، وتحصيل ثمن البضاعة ، وشَحن البضاعة ، وأن تكون عُرضة للمسؤوليَّة أمام التموين ، وأمام الجمرك ، وأمام الماليَّة ، كل هذه المتاعب مع الجهد الكبير ينتهي إذا وضعت مالك في جهةٍ استثماريَّةٍ ربويَّةٍ تعطيك عليه عشرين في المئة كل عام .
أخطار الربا على المجتمع الإسلامي :
لو أن الإنسان الذي لا يعرف الله عزَّ وجل خيَّرته بين أن يضع هذا المال في مشروع زراعي ، أو تجاري ، أو صناعي ، وأن يتحمَّل المتاعب ، وتأمين المواد الأوليَّة ، وضبط المواد ، وضبط الأسعار ، وتحمُّل المسؤوليَّة أمام جهاتحكوميَّة كثيرة جداً ، وكل جهة لها عقوباتُها الرادعة ، ولها ضوابطها ، ولها سجنها ، أو أن تضع هذا المبلغ في جهةٍ بعيدةٍ عن أعينِ الرُقباء ، وأن تأخذ مالاً وفيراً كل عام ، إذا سُمِحَ بالربا ما الذي يحصل ؟ يُحْرَم المجتمع من كل مشروعٍ إنتاجي ، هذا الشيء الطبيعي .
الماء أين يتحرَّك ؟ نحو الأسفل دائماً ، لو أن الماء واجهه طريق صاعدة وطريق هابطة يمشي للأسهل ، هكذا طبيعة الماء ، والمال دائماً يبحث عن تنميته من دون جهد ، فلو سمحنا بالربا لتعطَّلت الحياة ، كم من ألوف أُلوف الملايين التي تُسْتَثْمَر في بلادٍ أجنبيَّة ، وبلاد المسلمين في أشدِّ الحاجة إلى هذه الأموال !! ما الذي يجعل هذه الأموال تتجه نحو الاستثمار الربوي ؟ هو السهولة ، أما إذا كان الربا محرَّماً في مجتمعٍ ما ، ليس أمام هذه الأموال من خيارٍ إلا أن تُسْتَثْمَر في بلاد المسلمين ، ولكنت عندئذٍ رأيت المشاريع الزراعيَّة ، والمشاريع الصناعية ، والمشاريع التجاريَّة ، رأيت الخدمات ، رأيت الحاجات مؤمَّنة ، المواد الأوليَّة مؤمَّنة ، طبعاً ، لذلك أول خطر من أخطار الربا أنه يحرم المجتمع الإسلامي من الخيرات التي كان من الممكن أن يوفِّرها له هذا المال الذي في أيدي المسلمين .
الشيء الثاني : لو أن إنساناً أراد أن يستثمر ماله في بلاد المسلمين ، إذا كان هناك مجال لتأمين ريع من هذا المال كبير جداً ، متى يغامر ويضع ماله في الاستثمار الزراعي ، أو الصناعي ، أو التجاري ؟ إن لم يأخذ ربحاً أضعافاً مضاعفة عن ربح الفائدة لا يفعل هذا ، إذاً الربا يسهم بشكل أو بآخر في رفع الأسعار ، أبداً ، فهل يرضى إنسان أن يضع ماله في الاستثمار الزراعي ، أو الصناعي ، أو التجاري بربح أقل من أربعين بالمئة ؟ لماذا ؟ لأنه بإمكانه أن يأخذ العشرين بالمئة من دون تعب ، فإذا بذل جهداً كبيراً وتحمَّل المخاطرة والمغامرة إذاً معنى ذلك أنه سيأخذ عن هذا الجهد الإضافي ربحاً إضافياً .
أكبر أخطار الربا أنه يسهم في رفع الأسعار :
إذاً ما الذي يُسْهِم في رفع الأسعار في كل بلاد العالَم ؟ وجود مؤسَّسات ربويَّة ، هذه المؤسَّسات تسهم في رفع الأسعار ، ماذا يعني رفع الأسعار ؟ أن المال يُتداول في أيدٍ قليلة ويُحرم منه الكثرة الكثيرة ، واحد يملك مليوناً ، ومليون لا يملكون واحداً ، إذاً متى يتمزَّق المجتمع ؟ إذا أصبحت قلَّةٌ قليلة تملك آلافاً كثيرة ، وكثرةٌ كثيرة لا تملك شيئاً ، عندئذٍ تنشأ الأحقاد ، وتنشأ المنازعات ، وتنشأ الصراعات ، فخالق الكون ، خالق النفوس هو الذي حرَّم الربا ، بالربا يُحرم المجتمع من كل خيرٍ يجلبه له توظيف المال في مشاريع إنتاجيَّة ، ولوجود الربا ما الذي يحصل أيضاً ؟ يحصل أن المجتمع يصبح فئتين ، فئةٍ قادرةٍ على كل شيء في الإنفاق ؛ وفئةٍ محرومةٍ من كل شيء ، هذه الهوَّة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء ، وبين القادرين على الإنفاق والعاجزين عنه ، ينشأ معه الأحقاد ، والمنازعات ، والصراعات .
الشيء الثالث : أنت حينما توظِّف مالك في مشروع ؛ في تجارة ، في زراعة ، في صناعة ، في خدمات ، هل تدري أنك تهيِّئ فرصاً للعمل لآلاف المواطنين ؟ تحتاج إلى دفتر فواتير ، وهذا يحتاج إلى مطبعة ، وإلى حبر ، وإلى موظَّفين ، وإلى عُمَّال ، وإلى صيانة آلات ، هذه المطبعة تُعيل عشرات الأُسَر ، أنت تحتاج إلى دفتر فواتير ، أنت تحتاج لنقل هذه البضاعة ، إلى وسائط نقل ، وإلى أصحاب السيارات ، تحتاج إلى طبع اللاصقات ، تحتاج إلى محاسبة ، تحتاج إلى محاسب ، محل تجاري بسيط ، بالعين المجرَّدة يعمل فيه أربع أشخاص ، أما بالعين غير المجرَّدة يعمل فيه ألف شخص ، ألف إنسان يعمل في هذا المحل وأنت لا تدري ، إذاً حينما نفسح المجال لاستثمار المال عن طريق الربا ماذا نعمل ؟ ننشر البطالة ، فأكبر أخطار الربا ، أنه يسهم في رفع الأسعار ، ورفع الأسعار يسهم في حدوث هوَّة كبيرة بين المواطنين ، بين فئةٍ غنيَّةٍ جداً وفئةٍ محرومة ، وهذا له آثار اجتماعيَّة ، وآثار نفسيَّة ، وآثار خُلُقِيَّة ، وحينما نسمح بالربا معنى ذلك أننا نُشيع البطالة في المجتمع .
عندما حرَّم ربنا عزَّ وجل الربا هو الخبير ، هو العليم ، هو الحكيم ، هو الذي يعرف طبيعة النفوس ، البديل هو القَرض الحسن ، القرض الحسن معاونة هدفها إرضاء الله عزَّ وجل ، والربا استغلال حاجة الضعيف ليربو مال الغني .
الفرق بين القرض الحسن والقرض الربوي :
الحقيقة ما الذي يحصل ؟ أنك إذا أقرضت إنساناً ليعمل بهذا القرض ، العلماء فرَّقوا بين القرض الاستثماري والقرض الاستهلاكي ، القرض الاستهلاكي إنسان اقترض لشراء دواء ، لإجراء عمليَّة جراحيَّة ، لماذا استقرض ؟ لأنه فقير ، وفوق أنه فقير عليه أن يعيد هذا المبلغ مع فائدة ، إذاً أرهقته ، هو مرهقٌ في ثمن أجر العمليَّة الجراحيَّة ، وفوق العمليَّة الجراحيَّة أرهقته بالفائدة ، إذاً ماذا فعلت أنت ؟ أنت سحقته ، وازداد الغني غنىً ، هذا القرض الاستهلاكي .
أما القرض الاستثماري لو أقرضت إنساناً ليتاجر ، ليفتح محلاً تجارياً ، هل تدري أن الربح دائماً مُحَدَّد ؟بمعنى أنه هناك منافسة ، وهذه المنافسة تحدِّد الربح ، أحياناً الربح يساوي الفائدة ، فأنت إذا أقرضته قرضاً استثمارياً جُهْدُهُ ضاع في الفائدة لك وبقي فقيراً ولو طالبته برأس المال فقط بقي له ربحه فقط ، لكن ربحه صار فائدةً لك ، إذاً حتَّى في القرض الاستثماريأنت سحقته ، سحقت صاحب القرض الاستهلاكي وسحقت صاحب القرض الاستثماري ، بالاستثمار إذا كان الربح بالمئة عشرة ، تكون أنت قد أخذت فائدة وبقي هو بلا ربح ، أخذ قرضاً وفتح محلاً واشترى بضاعة وباعها ، هذا الجهد يُترجم بربح بالمئة عشرة ، أو عشرين ، فأنت فائدتك لهذا القرض استغرقت ربحه إذاً بقي فقيراً ، أما لو أنك طالبته برأس المال فقط ، وأصبح الربح له ، اغتنى ، وإذا اغتنى أصبح مصدراً لإنعاش الآخرين .
شيء عجيب جداً كيف أن القرض الحسن يشيع الغنى بين الناس ، والقرض الربوي يشيع الفقر فيهم ، القرض الربوي يسحق الناس جميعاً ، من استقرض قرضاً استهلاكياً ، ومن استقرض قرضاً استثماريَّاً كلاهما مسحوق ، أما القرض الحسن الذي أمر الله به يشيع الغنى بين الناس ، إن أقرضته لعملٍ إنساني عليه أن يعيد أصل المال فقط ، وإن أقرضته لعملٍ تجاري عليه أن يعيد أصل المال ، في كلا الحالين بقيت فيه بقيَّة ، بقي فيه رَمَق ، أما إذا أقرضته قرضاً ربوياً أكلت جهده ، وأكلت تعبه ، وجعلته فقيراً ، وجعلته عالةً على الناس .
ليس في القرآن الكريم كله آيةٌ توعَّدت العصاة بحربٍ من الله ورسوله كآية الربا :
لماذا حرَّم الله الربا ؟ لأن الربا يمزِّق المجتمع ، يبدو أن كل معصيةٍ عقابها على قدر ضررها ، بما أن الربا يُفَتِّت العلاقات في المجتمع كلِّه ، ويجعل المجتمع طبقتين ؛ طبقة فقيرة وطبقة غنيَّة ، طبقة مسحوقة وطبقة ساحقة ، طبقة لا تملك شيئاً وطبقة تملك كل شيء بسبب ارتفاع الأسعار وتجمُّع الأموال في أيدٍ قليلة ، لأن الربا يشيع ضرره في المجتمع كلِّه لذلك جاء تحريمه شديداً ، وما في القرآن الكريم كله آيةٌ توعَّدت العصاة بحربٍ من الله ورسوله كآية الربا :
﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِه(279) ﴾
(سورة البقرة)
حرب من الله ورسوله ، لأن الربا نتائجه تَعُمُّ المجتمع كله ، فشرب الخمر ، تعود نتائجه الخبيثة على شاربه ، أما الزنا على الزاني وعلى المَزْنِيّ بها ، أما الربا على المجتمع بأكمله ، لذلك ورد في بعض الأحاديث أن درهم الربا أشد عند الله من ستٍ وثلاثين زنوة :
(( دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً )) .
[ مسند أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ]
كلما ازداد الخطر ازداد الإثم ، كلما اتسع نطاق الأذى اتسع الجُرم ، الذي يقتل إنساناً يحاسب كمن يقتل خمسة ؟!
ربنا عزَّ وجل عندما حرم الشيء حَرَّمَ أصله :
يا أيها الأخوة الأكارم عندما قال ربنا عزَّ وجل :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا (39) ﴾
أي دفعتم أموالكم لترابوا فيها ، النقطة الدقيقة ، يوجد أشخاص يحتالون على الله عزَّ وجل ، كل من يحتال على الله عزَّ وجل معنى ذلك أنه يقول : أنا لا أعرف الله ، إيمانه صِفْر ، يشيع بين الناس جميعاً بيع العِينَة ، أي أن الإنسان يبيع شيئاً بثمن مؤجَّل ، ثم يشتريه بثمن مُعَجَّل ، يبيع هذا الكتاب بمئة ليرة ديناً ، ثم يشتريه بثمانين نَقْداً ، هذا الكتاب يبيعه ألف مرة في الأسبوع ، ماذا فعل ؟ هو مرابٍ ؛ لكن جعل من البيع والشراء إطاراً للربا ، هذا لا يخفى على الله عزَّ وجل ، فلما ربنا عزَّ وجل حرم الشيء حَرَّمَ أصله ، أما شكليَّاته هذه يحاسب عليها المرء لو أنه أقام الربا بشكل شَرعي ، بشكل بيع وشراء .
مثال آخر : مثال مُبَسَّط جداً يوضح المعنى ، لو صاحب سيارة ، قال لإنسان : خذ هذه السيارة وأعطني كل يوم ألف ليرة ، ما الذي يحصل ؟ أن سائق السيارة قد يكون هناك فترة من الوقت لا يوجد فيها عمل ، لا يوجد ازدحام ، في عُطَل رسمية ، يظلم بهذا العمل ، لأنه كلَّفه بمبلغ فوق طاقته ، وإذا جاء سائق السيارة وأعطى صاحبها مبلغاً زهيداً جداً فقد ظلم صاحبها ، لو كان الربح بينهما ، لا تَظلمون ولا تُظلمون ، ما الفرق بين الشراكة وبين الربا ؟ الشريك في الربح والخسارة ، إذا أنت أقرضت إنساناً مبلغاً ولك ربحٌ ثابت فهذا هو الربا ، أما إذا أقرضت إنساناً ليعمل بالمال ، فأنت شريك بالمال وهو بالجهد ، ربح مئة مناصفة ، خمسين مناصفة ، ألف مناصفة ، في رحمة ، في عدل ، إذاً هذا الذي يختار طريق الربا ، طريق استثمار أمواله بالربا ، فأُناس كثيرون الآن ، مسلمون ، يقول لك : شَغِّل لي هذا المبلغ، وأريد ربحاً ثابتاً حلالاً ، من هذا الذي قال لك حلالاً ؟ حينما يثبت الربح صار الربا ، إن كان ربح أكثر ظلمك ، وإن رَبِحَ أقل ظلمته ، أما إذا قلت : الربح بيني وبينك مناصفةً ، انتهى الأمر ، أصبح في عدل وأصبح في رحمة ، الفرق بالضبط بين قرض ربوي وبين قرض مضاربة .
كل قناة حرمها الله عزَّ وجل يقابلها قناة نظيفة طاهرة :
الواقع الآن أن هناك بعض الأشخاص معهم فائض مالي ، ما الذي يعملون به ؟ إما أن يستثمره بالربا في بنوك ، بمؤسسات ربوية ، وإما أن يقرضه ضِراباً ، أي مضاربة ، أن يستثمره في جهات استثمارية شرعية ، لكن إذا أقرضه أخذ ربحاً قليلاً فقد ظُلِم ، وإذا فرض على المستثمر ربحاً باهظاً ثابتاً فقد ظَلَمَهُ ، فالذي يأخذ بالعَجَب أن أُناساً كثيرون جداً ومسلمون ، ويصلون في المساجد يستثمرون أموالهم عند تُجار ، أو عند معامل ، يفرض عليه ربحاً ثابتاً ، أريد على هذه المئة ألف ، أريد ألفين كل شهر ، هل يعجبك هذا ؟ قد يكون التاجر ضعيف النَفْس ، أو ضعيف المعلومات ، أو ضعيف الإيمان ، أو بضائقة شديدة فيقبل ذلك ، فالذي قبل وقع في الربا ، والذي أجبر أوقع في الربا ، حينما يكون الربح ثابتاً فقد دخلت في متاهة الربا .
مثل آخر ، قلت له : أريد ألفين بالشهر ، ظلمته ، لم تعمل ، أعطاك ربحاً قليلاً فقد ظلمك ، فإذا كان كما سَنَّ الشرع لنا المضاربة أو القِراض كلاهما بمعنى واحد ، أي استثمار المال من جهة ، والجهد من جهة ، والربح بينهما ، هذه عمليةٌ مشروعةٌ أثابها الشرع فكل شيء تراه محرماً له بديل محلل ، كل قناة حرمها الله عزَّ وجل يقابلها قناة نظيفة طاهرة إذاً :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا (39) ﴾
آتيتم الناس أموالكم ، لتستردّوها بنسبٍ عاليةٍ جداً ، لترابوا فيها ، قال :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) ﴾
توجيه الخطاب إلى النبي بوصفه ولي أمر المسلمين :
نحن في رمضان ، فإذا قدمت زكاة مالك أنعشت الفقير ، ربنا عزَّ وجل قال :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم (103)﴾
(سورة التوبة)
أيها الأخوة الأكارم هذه الآية من أدق الآيات ، خُذ يا محمد ، الخطاب الآن موجَّهٌ لا إلى النبي بوصفه نبي ، بل موجهٌ للنبي بوصفه ولي أمر المسلمين ، إذاً أي ولي أمر مسلمين عليه أن يأخذ الزكاة ، الزكاة تؤخذ ولا تُستجدى ، سيدنا الصديق قاتل مانعي الزكاة لأنها حق الفقير ، الأغنياء أوصيائي ، والفقراء عيالي ومن منع مالي عيالي أذقته عذابي ولا أبالي ، خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ما قال : خذ من مالهم ، لو قال : خذ من مالهم ، ماذا يعني ذلك ؟ أن الزكاة تجب في مالٍ واحد ، فخذ من أموالهم ، الزروع ، الأبقار ، الأغنام ، العسل ، مشروع تفاح ، تجارة ، قطع غيار ، مفروشات ، تاجر عمار ، جميع أموال المال تجب فيها الزكاة ، خذ من أموالهم ، و(من) تعود على المسلمين ، الزكاة تؤخذ من أغنياء المسلمين ، وترد على فقرائهم ، خذ منهم صدقةً تؤكد صدقهم مع ربهم ، تؤكد تصديقهم لدين ربهم ، تؤكد التصديق وتؤكد الصدق ، وسمَّاها الله صدقةً :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ (103)﴾+
(سورة التوبة)
الفقير ممتلئ حقداً ، ممتلئ يأساً ، ممتلئ حِنقاً ، ممتلئ غضباً ، ممتلئ توتُّراً ، يأتي هذا المال الطيب ، المال الطاهر ، المال مال الزكاة تدفعه للفقير فينتعش به ، وأفضل أنواع الزكاة ما أنعشته دائماً ، إذا أمنت له عملاً بهذا المال ، أسكنته في بيت ، يسَّرت له رأس مال صغير ، ماكينة يعمل عليها ، جعلته مُنتجاً ، أشرف أنواع الزكاة ما جعلت الفقير مُنتجاً ، هو بعد ذلك يدفع الزكاة ، إذا نقلته من فقيرٍ يستجدي إلى غنيٍ يدفع فقد ضيَّقت الفقر في المجتمع كثيراً ، يجب أن تنقُل الإنسان الفقير المُستجدي إلى إنسانٍ غنيٍ يدفع .
أفضل أنواع الزكاة ما قلبت المستجدي إلى منتج :
إذاً ماذا طهَّرت الزكاة ؟ طهرت الفقير من ماذا ؟ من الحِقد ، من الغضب ، من الحِرمان ، من التَوَتُّر ، ألم يقل الإمام عليٌ كرم الله وجهه : "كاد الفقر أن يكون كفراً " .
كم من طلاقٍ تمَّ بسبب الفقر ؟ كم من أذىً وقع بسبب الفقر ؟ كم من جريمةٍ ارتكبت بسبب الفقر ؟ فإذا دفعت مال الزكاة للفقير طهرت الفقير من الحقد ومن غليان الحِقد ، من الثورة الداخلية ، من الشعور بالحِرمان ، من الشعور بأنه دون المجتمع .
إذا أدَّى الغني زكاة ماله ، يطهر من ماذا ؟ يطهر من الشح ، من البُخل ، من الأثَرَة ، من أن يُحِسَّ أنه فوق المجتمع ، لكن وإذا أدى الغني زكاة ماله ، المال يطهر من تعلُّق حق الغير به ، إذاً كلمة : تُطَهِّرُهُمْ ، طَهَّرَت المال ، وطهرت الفقير ، وطهرت الغني .
مرةً ثانية ، أفضل أنواع الزكاة ما قلبت المستجدي إلى منتج ، وإلى دافع للزكاة ، أما تعطيه شيئاً لا يفعل معه شيئاً ، بِمَنٍ وغطرسةٍ واستعلاءٍ ، ليست هذه هي الزكاة ، بلطفٍ وأدبٍ وحياءٍ وسترٍ وتواضعٍ وشعورٍ أنه فضَّل عليك حينما قبل زكاة مالك ، تفضل عليك ، لأنه إذا لم يقبلها ماذا تفعل ؟ كان الرجل في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يسير الأيام والليالي ليبحث عن رجلٍ يقبل زكاة ماله ، الأمر الذي حَمَلَ الخليفة الراشد على أن يدفع الزكاة لكل الغارمين ، لمن عليهم الدين ، هذا يطهرهم ، فما معنى : وَتُزَكِّيهِمْ ؟
راقب شعور الغني حينما يدفع زكاة ماله لأسرةٍ فقيرةٍ مؤمنةٍ مستورة ، هذه الأسرة تشتري أطيب الطعام ، يرتدي أبناؤها أجمل اللباس ، تعمُّ الفرحة والبسمة ، بماذا يشعر الغني ؟ يشعر بقيمته ، والله معنى ذلك أنني فعلت شيئاً ، أشخاص يتعهَّدون بعض العمليات الجراحية الصعبة ، ينفقون أجورها ، أسرة عمَّتها الفرحة ، عمَّها السلام ، عمها البِشر ، عمتها السعادة بفضل هذا المال الذي أنفق على مُعيلها ، إذاً تزكي نفس الغني ، يشعر أن الله يحبه ، وأنه فعل شيئاً ثميناً ، وأنه خفف المآسي عن الناس ، وأنه أحل البَسْمَةَ محل العبوس ، نمت نفس الغني .
هذا الفقير الضعيف المُسْتَضْعَف ، الذي يشعرأن الناس قد نسوه ، إذا جاءته زكاة المال يشعر بقيمته في المجتمع ، بخطورته ، هناك من يذكرني ، هناك من يعنيه أمري ، هناك من يهتم لي ، هناك من يساعدني ، ومال الغني ينمو أيضاً .
وجوب الزكاة في كل أنواع المال وعلى جميع المسلمين :
تنمو نفس الغني ، وتنمو نفس الفقير ، وينمو مال الغني ، كله ينمو معاً ، ويطهر الفقير من الحقد ، والغني من الشُحِّ ، والمال من تعلُّق حق الغير به ، وتجب الزكاة في كل أنواع المال ، وتجب على جميع المسلمين ، وتؤخذ ولا تعطى ، تؤخذ عنوةً ولا تعطى ، لأنها حق المجتمع ، وزكاة المال تُرَمِّم الفروق الطبقية ، فمعظم الناس لهم بيوت مريحة ، فيها الماء ، والكهرباء ، والتدفئة ، والأثاث الجيد ، واللباس الجيد ، والطعام الجيد ، فهذه أعلى درجة في المجتمع ، أن يتجانس أفراده ، الزكاة ترمم ، لذلك في حكمة بالغة جداً من فرض الزكاة على الأموال غير النامية مثل الورق والفضة والذهب ، قال : إن حكمة الشارع من فرض الزكاة على الأموال غير النامية دفعها للاستثمار ، فهذا المال إن لم تستثمره في مشروعاتٍ إنتاجيةٍ تعود بالنفع على الناس ، تأكله الزكاة ، كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
(( اتَّجِرُوا فِي أَمْوَالِ الْيَتَامَى لا تَأْكُلُهَا الزَّكَاةُ )) .
[موطَّأ مالك عَنْ مَالِك ]
اتجروا في أموالهم ، فكأن الزكاة سوطٌ لاذع يُلاحق كل من يخزن ماله ، إن خزنته فسوف يستهلك بعد أربعين عاماً ، فينتهي ، أما إذا استثمرته ، فقد حفظت أصله ونفعت الناس به .
استثمار مال اليتيم لصالحه :
جاء في بعض التوجيهات القرآنية :
﴿ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا (5)﴾
(سورة النساء)
لم يقل لأوصياء اليتامى ارزقوهم منه ، قال :
﴿ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا (5)﴾
(سورة النساء)
هذه إشارة إلى أنه لو قال ارزقوهم منه لسمح لك أن تطعم اليتيم من أصل ماله ، يجب أن تطعم اليتيم لا من أصل ماله بل من رَيع ماله :
﴿ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا (5)﴾
(سورة النساء)
هذه إشارة إلى أن مال اليتيم يجب أن يستثمر لصالحه ، إذاً هذه الآية الكريمة فيها توجيهٌ إلهيٌ عظيم :
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ (39) ﴾
المعنى الأول : إذا فعلت خيراً ، قدمت هدايا للناس ، قدمت خدمات ، من أجل أن يحبك الناس ، أن يرفعوك ، أن يعظموك ، هذه نوايا شيطانية أرضية لا قيمة لها ، المعنى الثاني : إذا أقرضت الناس مالك قرضاً ربوياً ليربو عند الناس فلا يربو عند الله .
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ (39) ﴾
بها :
﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) ﴾
دافع الزكاة لا يتلَفُ ماله في بَرٍ ولا في بحر :
في النهاية دافع الزكاة لا يتلَفُ ماله لا في بَرٍ ولا بحر ، كما قال عليه الصلاة والسلام :
((ما تلف مالٌ في برٍ ولا بحرٍ إلا بحبس الزكاة )) .
[ أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ] .
إذا أردت صون مالك ، ونماء مالك ، ونماء نفسك ، وأن يحبك الفقير فأدِ زكاة مالك .
﴿ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ (39) ﴾
تزكو بها النفس ، يزكو بها المال ، يزكو بها الفقير ، يزكو بها الغني :
﴿ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ (39) ﴾
هذه الإخلاص :
﴿ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) ﴾
الذين يزداد مالهم ويزداد قربهم من ربهم عزَّ وجل .
والحمد لله رب العالمين