مقال: من دلائل النُّبُوَّة .. خاتم النُّبوَّة           مقال: غزوة ذي قرد .. أسد الغابة           مقال: الرَّدُّ عَلَى شُبْهَاتِ تَعَدُّدِ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           مقال: حَيَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم           برنامج مع الغروب 2024: مع الغروب - 18 - رمضان - 1445هـ           برنامج مع الحدث: مع الحدث - 41- اقتصاد الأسرة في ظل الأزمات- سامر خويرة -27 - 03 - 2024           برنامج من كنوز النابلسي 2: من كنوز النابلسي - رمضان - 160- كلية رمضان           برنامج رمضان عبادة ورباط: رمضان عبادة ورباط - 18 - رمضان في ظلال ايات الرباط - الشيخ عيد دحادحة           برنامج الكلمة الطيبة 2024: الكلمة الطيبة - رمضان الانتصارات - في ظلال بدر وفتح مكة           برنامج تفسير القرآن الكريم 2024: تفسير مصطفى حسين - 370 - سورة النساء 135 - 135         

الشيخ/

New Page 1

     أهل القرآن

New Page 1

من أصول أصحاب القراءات عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه

19/09/2011 17:35:00

أسلم وهو ابن سبع سنين بعد خديجة رضي الله عنها. أحد كتبة الوحي، وهو كاتب كتاب الصلح يوم الحديبية. وهو أول من صلى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
مكانته:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال: الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.
يقول أحد الصحابة: أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طيرين بين رغيفين، فقدّمت إليه الطيرين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك، ورفع صوته، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من هذا؟  فقال: علي، فقال: فافتح له ، ففتحت، فأكل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الطيرين حتى فنيا.
عن علي قال: عهد إليّ النبي صلّى الله عليه وسلّم : إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه إلا علي.
عن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم: رسول الله خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال، لئن تكن لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، زوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ابنته، وولدت له، وسدت الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة، أو قال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة، فجاء أبو بكر، ثم قال: يطلع، أو يدخل رجل من أهل الجنة، قال: فجاء عمر، ثم قال: يطلع، أو يدخل، عليكم رجل من أهل الجنة، اللهم اجعله علياً، اللهم اجعله علياً، فجاء علي.
عن علي قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن وأنا شاب، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى قوم أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: ادن، فدنوت، فضرب يده على صدري فقال: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه. قال: فما شككت في قضاء بين اثنين.
عن علي قال: بعثني النبي إلى اليمن قاضياً، فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حدث السن، ولا علم لي بالقضاء فوضع يده على صدري فقال: ثبتك الله وسددك، إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر، فإنه أجدر إن يتبين لك القضاء. قال: فما زلت قاضياً.
وعن سعيد بن المسيب، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله، أو يحب الله ورسوله. فدعا علياً وإنه لأرمد ما يبصر موضع قدمه، فتفل في عينه، ثم دفعها إليه، ففتح الله عليه. وقال علي: ما رمدت عيني منذ تفل النبي صلّى الله عليه وسلّم في عيني.
عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطي، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقال: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق رسول الله في عينيه ودعا له، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم.
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوم خيبر: لأدفعن اللواء إلى رجل يحب الله ورسوله، ثم يفتح الله على يديه، فقال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، فتطاولت لها، فقال النبي: قم يا علي. فدفع إليه اللواء قال: اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. فقال علي: علام أقاتل الناس؟ قال: أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله.
وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان على حراء هو وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : اهدئي فما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيد.
وعن ابن عباس قال: ذكر عنده علي بن أبي طالب فقال: إنكم لتذكرون رجلاً كان يسمع وطء جبريل فوق بيته.
بينما كان رسول الله جالساً مع أصحابه، إذ جاء علي بن أبي طالب فلم يجد مجلساً، فتزحزح له أبو بكر ثم أجلسه إلى جنبه، فسر النبي بما صنع ثم قال: أهل الفضل أولى بالفضل، ولا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلا أهل الفضل.
بعثه النبي عليه الصلاة والسلام يبلّغ الناس سورة براءة في الحج في السنة العاشرة، وقد كان أمير الحج أبو بكر رضي الله عنه.
وعلي رضي الله عنه هو الذي غسّل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من مروياته:
عن علي بن أبي طالب، أن النبي كان إذا استفتح الصلاة يكبر ثم يقول: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك، وإذا ركع قال: اللهم لك ركعت وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظامي، وعصبي، وإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ملء السموات والأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره، فشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين، وإذا فرغ من الصلاة وسلم قال: اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر، لا إله إلا أنت.
عن علي قال: قال لي النبي صلّى الله عليه وسلّم: ألا أعلمك دعاء إذا دعوت به غفر الله لك، وإن كنت مغفوراً لك؟  قلت: بلى. قال: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، وسبحان الله رب العرش العظيم.
عن علي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أراد سفراً قال: اللهم بك أصول، وبك أحل، وبك أسير.
قال لأحدهم: هل تدري ما حق الطعام؟ قال: وما حقه يا ابن أبي طالب؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، قال: وما تدري ما شكره إذا فرغت؟ قال: قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، ثم قال: ألا أخبرك عني وعن فاطمة؟ كانت ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، من أكرم أهله عليه، وكانت زوجتي، فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمَّت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، فأصابها من ذلك ضر، فقدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سبي أو خدم، قال: فقلت لها: انطلقي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاسأليه خادماً يقيك حر ما أنت فيه، فانطلقت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوجدت عنده خدماً أو خداماً، فرجعت ولم تسأله، فذكر الحديث قال: ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ إذا أويت إلى فراشك فسبحي ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين، قال: فأخرجت رأسها فقالت: رضيت عن الله ورسوله، مرتين.
أتى علياً رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لو كان عليك مثل جبل صبر دنانير لأداه الله عنك؟ قلت: بلى، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
علمه وعلاقته مع القرآن:
عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أنا دار الحكمة، وعلي بابها.
وقال: والله ما نزلت آية الا وقد علمت فيم نزلت و أين نزلت وعلى من نزلت: إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً صادقاً ناطقاً, وقد قال رضي الله عنه: سلوني عن كتاب الله ، فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت أم نهار، في سهل أم في جبل.
ويروي ابن عبد البر أن علياً رضي الله عنه كان ممن جمع القرآن الكريم على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو حي.
سألت عائشة عن المسح فقالت: ائت علياً فهو أعلم مني، قال: فأتيت علياً فسألته عن المسح على الخفين، قال: فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمرنا أن نمسح على الخفين يوما وليلة، وللمسافر ثلاثاً.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أفرض أهل المدينة وأقضاها علي بن أبي طالب.
وقد قال في آخر عهده: سلوني قبل ان تفقدوني، وكان ذلك عندما مات أكثر علماء الصحابة، وكان رضي الله عنه بالعراق، فكان من حرصه على تعليم الناس القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف في قوم كثر فيهم الجهل ولا يعرفون الكثير من أحكام الدين، فكان رضي الله عنه يحرص على تعليمهم وارشادهم للحق، فقد كان أعلم أهل زمانه. وهذا نموذج للعالم الرباني الذي يحرص على تعليم الناس الخير وتربيتهم عليه.
وقد عاش رضي الله عنه حياته مع القرآن تلاوة وحفظاً وفهماً وعملاً، وقد كان على مبلغ كبير من العلم بالقرآن وعلومه، وكان منهجه في استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم يقوم على الأسس الآتية:
1.   الالتزام بظاهر القرآن الكريم حين لا يرى قرينة تقتضي صرفه عن ظاهره، ومن ذلك أنه كان يتوضأ لكل صلاة بناءً على قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة...".
2.   حمل المطلق على المقيد: فقد حمل عدم قطع اليدين للسارق المتكرر بناءً على آية الحرابة في قوله تعالى: "من خلاف"، وكان يقول: "إني أستحي من الله أن لا أدع له يداً يأكل بها ويستنجي".
3.   فهم النص بنص آخر: في مثل تفسير قوله تعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى"، فقد قال: إن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر بناءً على قوله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً".
4.   النظر في لغة العرب: ومن ذلك فهمه رضي الله عنه لقوله تعالى: "أو لامستم النساء"، قال: اللمس هو الجماع، ولكن الله كنى عنه، وحمل المس في قوله تعالى: "فإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة" على الخلوة، فأوجب الصداق بالخلوة.
5.   تخصيص العام: ومن ذلك أنه حكم في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها بأن تعتد أبعد الأجلين، أي أنه خص عموم الآيتين "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجهم يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً"، وقوله: "وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن"، فكل من الآيتين عام في وجه وخاص في وجه آخر، تخصص إحداهما الأخرى عند علي رضي الله عنه، ولعله عمل بالاحتياط جمعاً بين الآيتين.
وكان رضي الله عنه يتفاعل في قراءته للقرآن فكان يقول عندما يقرأ قوله تعالى: "أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون" بل أنت يا رب ثلاثاً.
روى عنه قراءة القرآن كثير من الصحابة ومنهم عبدالله بن مسعود وأبو سعيد الخدري وعبدالله بن عمر وجابر بن عبدالله رضي الله عنهم، ومن التابعين أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السُّلمي الكوفي القارئ، وزر بن حبيش رحمهم الله.
روى رضي الله عنه 586 حديثاً.
من أقواله:
-       يصف القرآن فيقول: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو الحبل المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي الى صراط مستقيم.
-       طوبى لهؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني أهل القرآن.
-       تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله.
-       إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنتان: طول الأمل، واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
-       تعلموا العلم، فإذا علمتموه فاكظموا عليه، ولا تخلطوه بضحك فتمجه القلوب.
-       ما كان الله ليفتح باب الشكر ويخزن باب المزيد، وما كان الله ليفتح باب الدعاء ويخزن باب الإجابة، وما كان الله ليفتح باب التوبة ويخزن باب المغفرة.
-       من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله.
-       اللسان قوام البدن، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح، وإذا اضطرب اللسان لم تقم له جارحة.
-       خمس خذوهن عني: لا يخافن أحد منكم إلا ذنبه. ولا يرجو إلا ربه. ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم. ولا يستحي من لا يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم. وإن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان وإذا ذهب الرأس ذهب الجسد.
الشجاع: شهد بدراً وسائر المشاهد غير تبوك لاستخلافه على أهل بيته في المدينة، واعطاه النبي صلى الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة.
أمير المؤمنين:
قال علي: أحاج الناس يوم القيامة بتسع: بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، والجهاد في سبيل الله، وإقامة الحدود وأشباهه.
وكان إذا أتى بيت المال قال: غري غيري، فيقسمه حتى لا يبقى منه شيء، ثم يكنسه ويصلي فيه ركعتين.
ويروي أحدهم فيقول: رأيت علي بن أبي طالب اشترى تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنك يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل.
أتى علي أصحاب التمر وجارية تبكي عند التمَّار فقال: ما شأنك؟  قالت: باعني تمراً بدرهم، فرده مولاي فأبى أن يقبله، قال: يا صاحب التمر، خذ تمرك وأعطها درهمها، فإنها خادم وليس لها أمر، فدفع علياً، فقال له المسلمون: تدري من دفعت؟ قال: لا، قالوا: أمير المؤمنين، فصب تمرها وأعطاها درهمها، قال: أحب أن ترضى عني، قال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم.
رأيت علي بن أبي طالب يمسك الشسوع بيده، يمر في الأسواق فيناول الرجل الشسع، ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة، وهو يقرأ هذه الآية "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين"، ثم يقول: هذه الآية أنزلت في الولاة وذوي القدرة من الناس.
استشهاده:
ضرب عبد الرحمن بن ملجم علياً في صلاة الصبح بسيف كان سَمَّه بالسم، ومات من يومه عن عمر ناهز الثالثة والستين سنة، وكان ذلك في عام 40 هـ، ودفن بالكوفة.
 



جميع الحقوق محفوظة لإذاعة القرآن الكريم 2011
تطوير: ماسترويب